الحزن الاشتراكي اليمني

يمنات
الملاحظ ان الكثير من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني، تلتقي مع الحوثيين، حول العديد من القضايا.
قد يبدو هذا مفهوما، بالنظر الى الدوافع الناجمة عن اعتمالات المشهد في الساحة الوطنية، منذ بداية الثورة الشبابية السلمية، وبخاصة، منذ التوقيع على المبادرة الخليجية.. و ماهو غير مفهوم، هو ما اذا كانت قيادة الحزب تعلم بذلك.. وما اذا كان هذا التفاهم، او التقارب، حول العديد من القضايا والمواقف، يتم وفق قرارات، او سياسات، من قيادة الحزب.. ام انه امر متروك لانفعالات الاعضاء..
فمواقف اي حزب. على مستوى القيادة او القواعد، لا فرق. ينبغي، خاصة في مراحل التحولات المفصلية، التي تشهد حدة عالية في الاستقطاب، ان تنتظم وفق سياسة منهجية، للحزب. والا تترك لا هواء وامزجة وانفعالات، واجتهادات فردية لأعضائه. (وبدون اي تحفظات بشأن الاحجام او الاقدام، على ذلك التلاق او التقارب، مع الحوثيين، باعتبار ان ذلك امر يخص الحزب، ولا يعنينا الا من حيث انعكاساته على مجمل المشهد السياسي في البلد، وعلى خارطة التحالفات بين مختلف القوى في الساحة الوطنية).
وايا كان الحال فان السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: اذا كان الحوثيون يتقاربون مع علي صالح وعائلته الى حد التحالف، حسبما يلاحظ بعض المراقبين.. وكان الاشتراكيون يتقاربون، كأعضاء، مع الحوثيين، كما يلاحظ، فهل نشهد تقاربا ما، في قادم الايام بين هؤلاء وعلي صالح وبقاياه، على نحو ينتهي بهم ،في حضن الخصم الذي ثاروا عليه، حسب تعبير الدكتور ياسين؟
هذا ،تحديدا، ما يبدو مثار خشية جدية. باعتبار مؤسسية الحزب الاشتراكي، اساسا. فقد سئلت مرة، عما اذا كان في اليمن اي نوع من المؤسسات.. فأجبت، انه في ماعدا مؤسسة الثأر، الضاربة الجذور، فمامن مؤسسات اخرى، فعلية، سوى الحزب الاشتراكي، كمنظمة سياسية، ومجموعة هائل سعيد انعم، كشركة تجارية.. ولاعتبارات، لايتسع المقام لذكرها هنا.
ولذلك، وبما هو مؤسسة اساسا، فبقدر غياب الحزب الاشتراكي، يتسع الحزن في الوطن.. اذ لايمكن للسياسة الوطنية ان تتعافى، مما علق بها، الا اذا استعاد الحزب الاشتراكي عافيته.. والى ذلك الحين، سيظل الحزن، اشتراكيا، معمما.